كل عام، في السابع عشر من نوفمبر، يحتفل العالم باليوم العالمي للأطفال الخدّج. هذا اليوم يسلط الضوء على الأطفال المولودين قبل أوانهم والتحديات الصحية التي يواجهونها. في هذا المقال، سنستعرض أهمية هذا اليوم، التحديات التي يواجهها الأطفال الخدّج، وأهمية الرعاية الصحية لحديثي الولادة.
اليوم العالمي للأطفال الخدّج هو فرصة لزيادة الوعي حول الأطفال الذين يولدون قبل الأوان. تُعرّف الولادة المبكرة بأنها الولادة التي تحدث قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل. وهذا يعرض الأطفال لمجموعة من التحديات الصحية التي قد تؤثر على نموهم وتطورهم.
الولادة المبكرة تحدث عندما يولد الطفل قبل اكتمال فترة الحمل الطبيعية، والتي تمتد عادة إلى 40 أسبوعًا. الأطفال الذين يولدون بين الأسبوع 34 و37 يُعتبرون خدّجًا متأخرين، بينما أولئك الذين يولدون قبل الأسبوع 28 يُعتبرون خدّجًا مبكرين جدًا. كلما كانت الولادة أبكر، زادت المخاطر الصحية.
حوالي 15 مليون طفل يولدون قبل الأوان كل عام، ما يعادل أكثر من 1 من كل 10 ولادات حول العالم. تختلف معدلات الولادة المبكرة من بلد لآخر، حيث أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية والرعاية الصحية تلعب دورًا كبيرًا في هذه النسب.
الولادة المبكرة لا تؤثر فقط على الأطفال، بل تشكل عبئًا نفسيًا وعاطفيًا كبيرًا على الأسر. القلق المستمر بشأن صحة الطفل، بجانب التكاليف المالية المرتبطة بالرعاية الصحية، يمكن أن يكون لهما تأثير دائم على الأسرة بأكملها.
يهدف اليوم العالمي للأطفال الخدّج إلى تحقيق عدة أهداف، منها:
الوعي هو الخطوة الأولى نحو التغيير. من خلال حملات التوعية، يتم إلقاء الضوء على التحديات التي يواجهها الأطفال الخدّج وأسرهم. هذه الحملات تساعد في تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالولادة المبكرة وتعزز فهم المجتمع لحاجة هؤلاء الأطفال إلى رعاية خاصة.
البحث العلمي هو المفتاح لتحسين حياة الأطفال الخدّج. دعم الأبحاث يعني تطوير تقنيات جديدة وأساليب علاجية لتحسين نتائج الولادات المبكرة. يشمل ذلك دراسة أسباب الولادة المبكرة وطرق الوقاية منها، بالإضافة إلى تحسين الرعاية الصحية للأطفال الخدّج.
الحكومات والمؤسسات الصحية تلعب دورًا حاسمًا في توفير الموارد اللازمة لدعم الأطفال الخدّج وأسرهم. من خلال سياسات صحية محسّنة وتمويل مخصص لوحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، يمكن تحسين فرص النجاة والنمو لهؤلاء الأطفال.
الأطفال الخدّج يواجهون العديد من التحديات الصحية بسبب ولادتهم المبكرة. ومن أبرز هذه التحديات:
العديد من الأطفال الخدّج يعانون من مشاكل في التنفس بسبب عدم اكتمال نمو رئتيهم. الرئتان تكونان من بين الأعضاء الأخيرة التي تنضج، ولذلك فإن الأطفال المولودين مبكرًا قد يحتاجون إلى مساعدة تنفسية إضافية أو حتى أجهزة تنفس صناعي في حالات معينة. قد يستمر هؤلاء الأطفال في مواجهة تحديات في التنفس حتى بعد مغادرة المستشفى.
قد يواجه الأطفال الخدّج صعوبة في الهضم بسبب عدم نضج أجهزتهم الهضمية. الجهاز الهضمي غير الناضج قد يؤدي إلى صعوبات في امتصاص العناصر الغذائية، مما يؤدي إلى مشاكل مثل الارتجاع المريئي أو عدم القدرة على تحمل بعض أنواع الغذاء. هذه المشاكل قد تتطلب تدخلاً طبياً وتغذية خاصة.
الأطفال الخدّج عادة ما يكون لديهم جهاز مناعي ضعيف، مما يجعلهم أكثر عرضة للعدوى والأمراض. الجهاز المناعي غير المكتمل يجعلهم عرضة للفيروسات والبكتيريا التي يمكن أن تؤثر بشكل حاد على صحتهم. لذلك، يتطلب هؤلاء الأطفال رعاية خاصة لحمايتهم من العدوى.
بسبب ولادتهم المبكرة، قد يواجه الأطفال الخدّج تأخيرات في النمو والتطور. التأخيرات قد تشمل النمو الجسدي والمعرفي، وقد يحتاجون إلى تدخلات خاصة مثل العلاج الطبيعي أو العلاج الوظيفي لمساعدتهم على اللحاق بأقرانهم. دعم التطور المبكر يمكن أن يكون له تأثير كبير على مستقبل هؤلاء الأطفال.
رعاية حديثي الولادة تلعب دورًا حاسمًا في تحسين فرص الأطفال الخدّج للنمو بشكل صحي. تشمل هذه الرعاية:
تحتاج الأطفال الخدّج إلى رعاية طبية متخصصة في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة. هذه الوحدات مجهزة بأحدث التقنيات الطبية والفرق الطبية المتخصصة لتلبية احتياجاتهم الفريدة. الرعاية المتقدمة تشمل المراقبة المستمرة والعلاج الطبي المكثف لضمان استقرار حالة الطفل.
التغذية السليمة تعتبر أساسية لنمو الأطفال الخدّج. في البداية، قد يحتاجون إلى تغذية خاصة عن طريق الأنابيب أو الحليب الصناعي المخصص لحديثي الولادة. التغذية الجيدة تدعم النمو الجسدي والعقلي، وتساعد في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالولادة المبكرة.
الدعم الأسري يلعب دورًا مهمًا في تحسين حالة الأطفال الخدّج. من المهم توفير الدعم النفسي والعاطفي للأسر لمساعدتهم في التعامل مع الضغوط النفسية المرتبطة بولادة طفل خديج. دعم الأسرة يمكن أن يكون من خلال خدمات الاستشارة، مجموعات الدعم، وورش العمل التي تركز على تعزيز الصحة النفسية.
هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها المساعدة في دعم الأطفال الخدّج وأسرهم:
يمكنك التبرع للمنظمات التي تدعم الأطفال الخدّج وتقدم لهم الرعاية الصحية اللازمة. التبرعات يمكن أن تستخدم لتوفير المعدات الطبية، دعم الأبحاث، وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للأطفال الخدّج.
شارك في الأنشطة التوعوية أو المبادرات التي تهدف إلى دعم الأطفال الخدّج. التطوع يمكن أن يشمل العمل مع الأسر، تنظيم حملات توعية، أو المساعدة في جمع التبرعات. مساهمتك يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة هؤلاء الأطفال.
استخدم منصات التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات والتوعية بأهمية رعاية الأطفال الخدّج. يمكنك مشاركة القصص الشخصية، الحقائق والإحصائيات، أو معلومات حول كيفية تقديم الدعم. نشر الوعي يمكن أن يحفز الآخرين على الانخراط ودعم القضية.
اليوم العالمي للأطفال الخدّج هو تذكرة بأهمية تقديم الرعاية والدعم للأطفال المولودين قبل أوانهم. من خلال زيادة الوعي، وتشجيع الأبحاث، وتحفيز الدعم، يمكننا تحسين حياة هؤلاء الأطفال ومنحهم فرصة أفضل للنمو والتطور.
في الختام، دعونا نلتزم جميعًا بدعم الأطفال الخدّج وأسرهم لنضمن لهم مستقبلًا أفضل وأكثر صحة. من خلال العمل المشترك، يمكننا تحقيق تغيير إيجابي ومستدام في حياة هؤلاء الأطفال وأسرهم.
World Health Organization (WHO) – صفحة اليوم العالمي للأطفال الخدّج: «17 November is World Prematurity Day…» World Health Organization+2World Health Organization+2
GFCNI (formerly EFCNI) – توعية اليوم العالمي للأطفال الخدّج ومعلومات عن تاريخ المبادرة. www.gfcni.org+1
سيتم التواصل معك من قبل وريد لتاكيد الحجز